شخصية سعودية شمالية بارزة لها بصماتها الواضحة في عديد من المجالات التجارية والاجتماعية والإنسانية... رجل كافح من صغره حتى أصبح مثالاً لرجل الأعمال الطامح وبفضل الله تعالى ثم بعزمه القوي وإرادته تجاوز كل الصعاب والتحديات وتغلب عليها، واستطاع أن يحفر اسمه بين أكبر رجال الأعمال في منطقة الحدود الشمالية ولم يقف عند هذا الحد، بل واصل إبداعه المميز وحضوره الرائع والإنساني بالوقوف مع أبناء محافظة طريف ودعمهم في جميع الأنشطة والمناسبات ومساعدتهم. وأصبح محبوباً من جميع الناس.. ضيفنا في هذا الحوار الجميل هو رجل الأعمال الدكتور ياسر المدوح مدير عام مجموعة المدوح للتجارة والمقاولات والخدمات العامة.

* نرحب بك دكتور ياسر معنا في هذا الإصدار..؟

- أهلاً وسهلًا بكم والله يحييكم، وفي البداية أحب أن أرحب بسيدي الأمير مشعل بن عبدالله بن مساعد بمناسبة تعيين سموه أميراً لمنطقة الحدود الشمالية.

* هل لك أن تحدثنا عن تجاربك في مجال الأعمال التجارية؟

- بدأ والدي العمل في مجال المقاولات المعمارية كمتعهد ومقاول منذ عام 1400 ه ولطالما كان والدي المثل الأعلى لي منذ طفولتي فدائماً يقدم لي الدعم بنصائحه ومتابعته لي خطوة بخطوة. وفي عام 1411ه بدأت العمل في محل ملابس متواضع كبائع مدة عامين، حيث إنني بتوفيق من الله ثم بمتابعتي المستمرة لحركة البيع والشراء تباركت المحال وأصبحت نحو ستة محال منها خاص للملابس ومنها للأحذية ومنها للأدوات المنزلية ومنها للعطور وغيره. وفي عام 1414 ه بدأت العمل كبائع عند والدي بمحل والدي لبيع وشراء الذهب والمجوهرات وأيضاً تعلمت كيفية إصلاح ولحام وصناعة الذهب الذي كان في حينها لا يوجد فيه إلا نحو 3 كيلو جرامات من الذهب ودمجت بالمحل قليل من الفضة وقليل من الساعات والإكسسوارات، وبتوفيق من الله جل شأنه قمت بفتح محل آخر (الخيام للمجوهرات) وهو امتداد للفرع الرئيسي - المدوح للمجوهرات - وذلك بعد أن امتلأ المحل بالذهب ولله الحمد؛ الذي يصل إجمالي وزن الذهب فيه حينذاك إلى 50 كيلوجراماً؛ وهذا كله بفضل الله، وفي عام 1420ه خطرت في بال والدي - أطال الله لنا في عمره - فكرة الفندق وذلك بعد حديثه مع أحد المستثمرين الذي كان لديه مشروع إنشاء فندق وقد أبدى رغبته في البيع، حيث إنه انتقل للعيش بمدينة الرياض، ومن هنا كانت النقطة الأساسية للانطلاق في وسط المجتمع بمختلف أنواعه، فقد بدأت في بناء الفندق في منتصف عام 1420 ه وبفضل الله في منتصف عام 1421 ه تم اكتمال البناء وتشرفنا بافتتاح الفندق من صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وقمت بتطوير الفندق وزيادة الدور الثالث واعتماده من قبل الهيئة السعودية للسياحة والآثار وذلك بعدها بعدة أعوام، واستمرت مسيرة الكفاح والنجاح، حيث قمت مؤخراً بالانتهاء من الدور الرابع ليصبح فندق المدوح بفضل الله رمزاً وعلامة بارزة بمحافظة طريف.

* محافظة طريف ماذا تعني لك؟

- محافظة طريف تعني لي الكثير فغير أنها مكان ولادتي فقد كان لموقعها الجغرافي المتميز بعد فضل الله عز وجل الأثر الأكبر في توسع دائرة العلاقات والمعارف بكبار الشخصيات ورجال الأعمال من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، والتي لها بالغ الأهمية في مجال التجارة والأعمال، فكما تعلم فإن محافظة طريف تعتبر همزة الوصل التي تربط بين المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي من ناحية وبين سوريا والأردن ولبنان وتركيا ومصر من ناحية أخرى، وبذلك فقد تهيأت لي الفرص الكثيرة بالتعرف على كثير من الوزراء والأمراء وأصحاب المناصب الرفيعة وأيضاً مجلس الشورى بالكامل قد نزل لدينا مدة ثلاثة أيام؛ وهذا كله من بعد فضل الله تعالى.

* كيف تصف لنا شعوركم بعد اعتماد مدينة وعد الشمال الصناعية بمحافظة طريف... وماذا أضافت هذه المدينة العملاقة لمحافظة طريف؟ وهل وضعت مدينة وعد الشمال الاقتصادية محافظة طريف على خارطة الاستثمارات العالمية؟

- لا أعرف كيف أصف لك شعوري كمواطن غيور على بلده فقد كنت دائماً أتمنى من الله وجود مشاريع عملاقة بطريف، فمنذ أكثر من خمس سنوات نزل لدينا بفندق المدوح وفد رفيع المستوى من الخبراء الأجانب والمختصين بدراسة مشروع وعد الشمال فكان لنا بفضل الله السبق بالتعرف عليهم وعلى هذا المشروع العملاق قبل الإعلان عنه بسنوات وطلبوا منا مرافقتهم في رحلة استكشافية لموقع مدينة وعد الشمال الحالي. أما بالنسبة لسؤالك بأن مدينة وعد الشمال الاقتصادية ستضع محافظة طريف على خريطة الاستثمارات العالمية، فنعم وبكل تأكيد وضعت محافظة طريف في قائمة الاستثمارات العالمية والمحلية أيضاً، فهل تعلم بأن لدينا بالوقت الحالي شركات من جميع أنحاء العالم تعمل في داخل المدينة من أمريكا ومن الصين ومن الفلبين ومن الهند ومن كوريا، ووجودهم ليس بسبب عدم توافر الشركات السعودية ولكن بسبب ضخامة المشروع، حيث مساحتها تصل إلى 420 كيلومتراً مربعاً؛ وذلك لسرعة الانتهاء من العمل بها للمرحلة الأولى، وهذا كله سيعود علينا نحن أبناء المنطقة، حيث ستتهيأ لأبنائنا الفرص العديدة من الوظائف وفرص الاستثمار والتجارة.

* كونك أحد أبرز رجال الأعمال في محافظة طريف هل هناك تغير في الانتعاش الاقتصادي بعد وجود هذه المدينة الاقتصادية؟

- ومما لا شك فيه أن مدينة وعد الشمال ستحدث نقلة نوعية في مسيرة التنمية المستدامة في المنطقة، فقد اختيرت محافظة طريف لإقامة مشروع مدينة وعد الشمال وذلك لتميزها بمعطيات جغرافية جيدة، حيث إنه تتوافر بها موارد الفوسفات والغاز والمواد التعدينية الأخرى، كما أنها تتصل بالطريق الدولي الموصل بين عرعر وطريف، كما أن قربها من مطار طريف يُعّد ميزة إستراتيجية مهمة للمدينة الجديدة. كما يتوسط بالمخطط العام للمدينة ممرات قد خصصت لسكك الحديد كجزء أساسي من التصميم إضافة لمحطة ركاب القطارات، كما أنه بها مهبط للطائرات المروحية بهدف خدمة منشآت المدينة الطبية. وستقوم شركة معادن للفوسفات في استثمار 26 مليار ريال لإنشاء مجمع عالمي يشمل تقريباً عشرة مصانع رئيسة لتحويل حجر الفوسفات لمنتجات عديدة تمثل مواد صناعية أساسية وصناعية متخصصة؛ ولذلك فقد حرصت على مواكبة الطفرة الاقتصادية بالمنطقة فقمت بالتواصل مع إدارة بعض الشركات والماركات العالمية لمناقشة فرص الاستثمار والتعاون المشترك بيننا بمحافظة طريف وقد أبدوا الاستعداد والحرص على ذلك، وبفضل الله قمت بتوفير كامل المتطلبات من أراضٍ ومبانٍ وتراخيص تجارية وغيرها، وتكللت جهودنا بالنجاح، حيث قمت بافتتاح فرع سنتر بوينت وكذلك فرع سيتي ماكس وقريباّ جداً افتتاح مول العثيم بإذن الله. فأقول وبكل تأكيد سنلاحظ وجود تغيير كبير في الانتعاش الاقتصادي بالمنطقة بعد وجود هذا الصرح الاقتصادي العملاق.

* تمتلكون النصيب الأكبر من قطاع الإيواء كالفنادق والشقق المفروشة كيف ترى نسبة إشغاله والإقبال عليها؟ وماذا عن أسعار الأراضي البيضاء هل شهدت ارتفاعاً كبيراً؟ ومن وجهة نظرك ما مبررات الارتفاع العقاري؟

- يا أستاذي الكريم هناك قاعدة في التجارة عامة تقول: (إذا كثر الطلب وقل العرض سينتج ارتفاع السعر)، وهذا ما حصل معنا في محافظتنا تماماً، نعم إن مدينة وعد الشمال تعتبر مدينة قائمة بحد ذاتها ولكن نحن نتكلم في ظل الوقت الراهن الذي شهد دخول عدد كبير من الشركات المحلية والدولية فالبطبع لكل شركة كادرها بالعمل من مهندسين ومحاسبين ومستشارين وعمالة عادية ودخولهم على المحافظة قد تسبب في الارتفاع بالأسعار ترجيحاً للقاعدة المذكرة سابقاً.

محافظة طريف من المحافظات التي تتميز عن غيرها بترابط سكأنها وتآلفهم بين بعضهم ولم تغير طباعهم المادة أو المدنية الحديثة.

* من وجهة نظرك هل وجود مدينة تعد الأكبر على مستوى العالم قادرة على تفكيك هذا النسيج الاجتماعي وتشعب السكان في الأعمال التجارية بشكل يجعلهم متباعدين ولا يهتمون سوى بتحقيق الأرباح وإجراء الصفقات؟

- من الطبيعي أن كثرة الأعمال قد تضعف من إعطاء فرصة للتواصل الاجتماعي بشكل مستمر كما كنا من قبل قرار إنشاء مدينة وعد الشمال، ولكن هذا لا يعني الانقطاع عن بعضنا البعض فقد عُرف أهالي طريف بالترابط والتلاحم مع بعضهم في السراء والضراء، فلله الحمد لدينا حب ومودة وتآلف لبعضنا وغيره على بعضنا البعض مما يجعل الغير يحسدنا؛ فمناسبة الفرح تجدنا مع بعض وكذلك بمناسبة الأحزان أبعدنا الله وإياكم عنها.

* ذكرت بأن معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي وفي أثناء زيارته لمحافظة طريف أهدى الأهالي هدية المحافظة.. ما تلك الهدية؟

- كان الوزير النعيمي جزاه الله عنا كل خير قد أهدى أهالي طريف هدية لمن احتفظ وعمل بها سيجني ثمارها في الوقت الحالي، فقد قال لأهالي طريف عند خروجه من الفندق وكان حينها أهالي طريف مجتمعين بالفندق ليحظوا بشرف السلام على معالية، فقد قال لكم هدية عندي ياأهالي طريف فعلى الرغم من كثرة الناس إلا أنهم بدأوا بالصمت ليسمعوا ماذا سيهدينا، قال الوزير هديتكم ليس مني أنا وإنما من مولاي خادم الحرمين الشريفين حينها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله-، فقد نجحت التجارب والاختبارات على أرضكم بطريف ونتج ما كنا نأمله وهي ثروات الأرض فهنيئاً لكم ياأهالي طريف، ولكن نصيحتي لمن يرغب في أن يسمعها وهي الاهتمام بتدريس أبنائكم وإخوانكم في مجال البترول والمعادن وكليات التقنية وبالأخص هندسة البترول والمعادن.

* وهل عملت بنصيحة الوزير؟

- نعم لم أهمل النصيحة رجل يتبوأ هرم الاقتصاد في المملكة، بل فقد أخذت نصيحة معالية في غاية الأهمية، فقد أنهى أحد إخواني الثانوية في عام 2010 م وقمت بابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودرس في مجال هندسة البترول والمعادن وهو الآن بفضل من الله في مرحلة التطبيق النهائي بالمنطقة الشرقية (الدمام)، وكذلك أخي الآخر وابن أخي فقد أرسلتهما للدراسة على حسابي الخاص من قبل عام ليسيرا بإذن الله على مسار أخيهما.

* رجال الأعمال مشغولون بحب العمل فهل للأسرة نصيب من وقتك؟

- بحكم أن محافظتنا صغيرة فلله الحمد والمنّه استطعت إلى حد كبير أن أوفق في تنظيم الوقت بين أعمالي وبين الأسرة.

* السفر محطة من محطات حياتك، هل سفرك للسياحة أم للتجارة؟

- لأكون صادقاً معك فأنا ليس بكثير السفر للخارج إلا في حالة توجب حضوري هذا في الفترة الحالية وأما في الوقت الراهن فبصراحة الأعمال المتاحة والفرص المتوافرة توجب علينا السفر وذلك لإتمام الصفقات والتعاقدات.

* وما رؤيتكم؟

- نسعى ليكون اسم مجموعة المدوح علامة بارزة ورمزاً من رموز النجاح بالمملكة العربية السعودية والعالم؛ نبتغي بذلك رضا الله عز وجل.

* وما رسالتكم؟

- أن نقدم للعالم النموذج الناجح والفعال للمستثمر في مجال تقديم الخدمات المجتمعية بمختلف اتجاهاتها.